9 مصاحف

9 و 12 مصحف

 

Translate

الأربعاء، 3 مارس 2021

أعمال ينتفع بها الميت واخرى لا تنفعه


أعمال ينتفع بها الميت واخرى لا تنفعه

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين .. وبعد

👀 👀

ما ينفع المسلم بعد وفاته وما يضيره ..

إن العبد ليفرح حينما تأتيه الحسنات تلو الحسنات، وهو في قبره، من قريب أو صديق، أو من ثواب علم خلفه، أو صدقة أقامها.

ولقد بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن هناك صنفا من الناس تجري عليهم أجورهم بعد موتهم.
فهؤلاء ماتوا ولكن لم تمت حسناتهم من بعدهم فهنيئا لهم على ما قدموا.

أولا: ما ينفعه من كسب غيره.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : « ما من رجل مسلم يموت، فيقام على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفّعهم الله فيه » . وقال صلى الله عليه وسلم : « ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفّعوا فيه » (رواهما مسلم، وغيره).

قال ابن القيم: « ومقصود الصلاة على الجنازة هو الدعاء للميت » (زاد المعاد 1/505).
وأفضل ما جاء من الصيغ وأجمعها حديث عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة، فحفظت من دعائه..

وهو يقول: « اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار ». قال الراوي: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت. (رواه مسلم).
الوقوف عند قبر الميت والدعاء له والاستغفار.
لحديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال: « بسم الله، وعلى سنة رسول الله » (أخرجه أبو داود وصححه الألباني).
ولحديث عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: « إستغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
الدعاء للميت عند زيارة المقابر.
لقوله صلى الله عليه وسلم إذا زار المقابر: «السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» (رواه مسلم).
وذكر الشيخ القاسمي: «إن من حقوق الاخوة والصحبة أن تدعو له في حياته ومماته، بكل ما يحبه لنفسه ولأهله وكل متعلق به، كما تدعو لنفسك».
دعاء المسلمين خاصّهم وعامّهم له.

لقوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر / 10).
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل» (رواه مسلم).
المسارعة في قضاء الدين عنه.
لقوله صلى الله عليه وسلم: « نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى عنه» (أخرجه البخاري).
قضاء ما عليه من نذر، وصيام، وغيره.

عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: استفتى سعد بن عبادة رضي الله عنه ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم في نذر كان على أُمِّهِ، توفيت قبل أن تقضيه، فقال: «اقضه عنها » (متفق عليه).
وقال صلى الله عليه وسلم: «من مات وعليه صيام، صام عنه وليه» (متفق عليه).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فهذه الأحاديث الصحيحة صريحة في أن يصام عن الميت ما نذر، وأنه شبّه ذلك بقضاء الدين، والدين يصح قضاؤه من كل أحد، فدل على أنه يجوز أن يُفعل ذلك من كل أحد، لا يختص ذلك بالولد» (مجموع الفتاوى 24/310 ـ 311) باختصار.

قال النووي: «أجمع المسلمون على صحة النذر ووجوب الوفاء به إذا كان الملتزم طاعة».
قال ابن القيم: «يصام عنه النذر دون الفرض الأصلي، وهذا قول ابن عباس وأصحابه، وهذا الصحيح، لأن فرض الصيام جار مجرى الصلاة، فكما لا يصلي أحد عن أحد، ولا يُسْلِمُ أحد عن أحد فكذلك الصيام، وأما النذر فهو التزام في الذمة بمنزلة الدين، فيقبل قضاء الولي له كما يقضي دينه وهذا محض الفقه» (تهذيب السنن 3/276).
الصدقة عن الميت.
عن عائشة -رضي الله عنها-: «أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت نفسها ـ ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ولي أجر؟ قال: نعم، فتصدق عنها» (رواه البخاري، ومسلم).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فلا نزاع بين علماء السنة والجماعة في وصول ثواب العبادات المالية، كالصدقة والعتق، فإذا تبرع له الغير بسعيه نفعه الله بذلك، كما ينفعه بدعائه له، والصدقة عنه.
وهو ينتفع بكل ما يصل إليه من كل مسلم، سواء كان من أقاربه، أو غيرهم كما ينتفع بصلاة المصلين عليه، ودعائهم له عند قبره» (مجموع الفتاوى 24/367) بتصرف.
الحج عن الميت.

لقول النبي صلى الله عليه وسلم للتي قالت: «إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ فقال: حجي عنها، أرأيتِ لو كان على أمك دين، أكنتِ قاضيته عنها؟ أُقضوا الله، فالله أحق بالوفاء» (رواه البخاري، ومسلم).
عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ «أن امرأة قالت: يا رسول الله: إن أمي ماتت ولم تحج، أفيجزي أو يقضي أن أحج عنها؟، قال: نعم» (رواه مسلم).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ففي هذه الأحاديث الصحيحة أنه أمر بحج الفرض عن الميت، وبحج النذر، كما أمر بالصيام، وأن المأمور تارة يكون ولداً، وتارة يكون أخاً، وشبّه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالدين يكون على الميت، والدين يصح قضاؤه من كل أحد، وأما الحج فيجزي عند عامتهم ليس فيهم إلا اختلاف شاذ» (مجموع الفتاوى 24/310 ـ 311) .

قال الإمام ابن القيم مرد هذا أنه لا يحج عنه، ولا يزكى عنه إلا إذا كان معذوراً بالتأخير، فلا ينفعه أداء غيره لفرائض الله التي فرَّط فيها حتى مات» (تهذيب السنن 3/376) باختصار.
ثانياً: ما ينفع الميت من كسبه.
ما خلّفه من بعده من آثار صالحة، وصدقات جارية
لقوله تعالى: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} (يس / 12).
قال ابن كثير: «نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم وآثارهم التي آثروها من بعدهم فنجزيهم على ذلك أيضاً إن خيراً فخير وإن شراً فشر».

ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}: «وهذا حق فإنه إنما يستحق سعيه، فهو الذي يملكه ويستحقه، كما أنه إنما يملك من المكاسب ما اكتسبه هو، وأما سعي غيره فهو حق وملك لذلك الغير لا له، لكن هذا لا يمنع أن ينتفع بسعي غيره كما ينتفع الرجل بكسب غيره» (مجموع الفتاوى 24/312).
صدقة جارية أو علم ينتفعه به أو ولد صالح يدعو له./لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم).
قال شيخ الإسلام: «لم يقل أنه لم ينتفع بعمل غيره.. فإذا دعا له ولده كان هذا من عمله الذي لم ينقطع، وإذا دعا له غيره لم يكن من عمله، لكنه ينتفع به» (مجموع الفتاوى 24/312).
توريث المصاحف، وبناء المساجد والبيوت لابن السبيل، وإجراء الأنهار.

لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً علّمه ونشره أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورَّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً بناه لإبن السبيل، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، وتلحقه من بعد موته» (أخرجه ابن ماجه وغيره، وحسنه الألباني).

 
قال المناوي: «هذه الأعمال يجري على المؤمن ثوابها من بعد موته، فإذا مات انقطع عمله إلا منها» (الفيض 2/540).

إذا سنَّ الميت سنة حسنة، أو دعا إلى هُدى.

لقوله صلى الله عليه وسلم: «من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، ومثل أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً» (أخرجه مسلم).
الغرس والزرع.

عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير، أو إنسان، أو بهيمة إلا كان له به صدقة» (أخر جه البخاري، ومسلم).


وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سُرق منه له صدقة، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة» (رواه مسلم)/ومعنى «ولا يرزؤه» أي ينقصه ويأخذ منه.

ثالثاً : ما لا ينفع المسلم بعد وفاته

وضع الشجر، أو جريد النخل على القبور
أما ما فعله مع القبرين اللذين أطلعه الله على عذابهما من غرس الجريدة، فهذا خاص به صلى الله عليه وسلم وبالقبرين لأنه لم يفعل ذلك مع غيرهما، وليس للمسلمين أن يحدثوا شيئاً من القربات لم يشرعه الله عز وجل» (فتاوى اسلامية 2/52، وأحكام الجنائز للألباني 253).

الأذان عند القبر
لطم الخدود وشق الجيوب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من شقَّ الجيوب، وضرب الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية» (متفق عليه).

/ ولقوله صلى الله عليه وسلم: الميت يعذب في قبره بما نيح عليه» (رواه مسلم)

قال الإمام ابن القيم: «وكان من هديه صلى الله عليه وسلم السكون، والرضى بقضاء الله، والحمد لله والاسترجاع، ويبرأ ممن خرّق لأجل المصيبة ثيابه، أو رفع صوته بالندب والنياحة، أو حلق لها شعره» (زاد المعاد 1/527).
ومعنى الإسترجاع قوله : «إنا لله وإنا إليه راجعون»
تلقين الميت والقراءة على القبر

التلقين هو تذكير الميت بعد دفنه بالشهادتين وما سوف يسأل عنه «من ربك، ما دينك، من نبيك.. الخ» (الدرر السنية 5/86، الروض 3/123).

قال ابن القيم: «ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم أن يجلس يقرأ عند القبر، ولا يلقن الميت كما يفعله الناس اليوم، وأما الحديث الذي رواه الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة فهذا حديث لا يصح رفعه.. ولم يكن من هديه أن يجتمع للغداء، ويقرأ له القرآن، لا عند قبره ولا غيره، وكل هذا بدعة حادثة مكروهة» (زاد المعاد 1/523 ـ 527) بتصرف.

قراءة «الفاتحة»، و«يس» وغيرهما
قراءة الفاتحة للموتى وقراءة «يس» على المقابر وقراءة «قل هو الله أحد» إحدى عشر مرة من البدع (أحكام الجنائز للألباني 325)
جعل المصاحف عند القبور للقراءة للأموات

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وأما جعل المصحف عند القبور لمن يقصد قراءة القرآن هناك وتلاوته فبدعة منكرة لم يفعلها أحد من السلف» (مجموع الفتاوى 24/301).
وقف الأوقاف لتلاوة القرآن، والنوافل، والذكر، وتثويبه للميت

قال الألباني: «من البدع وقف الأوقاف سيّما النقود لتلاوة القرآن العظيم، أو لأن يصلي نوافل، أو لأن يهلل، أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويهدي ثوابه لروح الواقف أو لروح من زاره» (أحكام الجنائز 321) بتصرف.

استئجار من يقرأ القرآن للأموات

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «استئجار الناس ليقرءوا -أي القرآن- ويهدوه إلى الميت، ليس بمشروع، ولا استحبه أحد من العلماء، وكذلك الاستئجار لنفس القراءة والإهداء فلا يصح ذلك أيضا. ولكن إذا تصدق عن الميت على من يقرأ القرآن، أو غيرهم، ينفعه ذلك باتفاق المسلمين، كذلك من قرأ القرآن محتسباً، وأهداه إلى الميت نفعه ذلك، فإنما يصل إلى الميت ثواب العمل، لا نفس العمل» (مجموع الفتاوى 24/300 ـ 316) بتصرف واختصار.

الختمة على هيئة الاجتماع وتثويبها

قال الشيخ ابن عثيمين: «اجتماع الناس في البيوت للقراءة على روح الميت لا أصل له، وما كان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يفعلونه.. والاجتماع عند أهل الميت وقراءة القرآن ووضع الطعام وما شابه ذلك فكلها من البدع» (فتاوى إسلامية 2/54) باختصار.

رفع القبور وتجصيصها وغيرها من الأمور

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «لا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته، ولا تمثالاً إلا طمسته» (رواه مسلم).

وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص القبور وأن يكتب عليها، وأن يبنى عليها، وأن توطأ» (رواه مسلم).


قال الإمام ابن القيم: «ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور، ولا بناؤها بآجر، ولا بحجر ولبن ولا تشييدها، ولا تطيينها، ولا بناء القباب عليها، فكل هذا بدعة مكروهة مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم، وسنته تسوية هذه القبور المشرفة كلها» (زاد المعاد 1/524).

فائدة :
قال الشيخ السعدي رحمه الله : «المراد بالكتابة ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من كتابات المدح والثناء، لأن هذه هي التي يكون بها المحظور أما التي بقدر الإعلام، فإنها لا تكره» (الشرح الممتع 460/5) .

الذكرى الأربعينية أو التأبين.
الأصل فيها أنها عادة فرعونية كانت لدى الفراعنة قبل الإسلام ثم انتشرت عنهم وسرت في غيرهم، وهي بدعة منكرة لا أصل لها في الإسلام، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم ولا عن السلف الصالح إقامة حفل للميت مطلقاً، لا عند وفاته ولا بعد أسبوع، أو أربعين يوماً، أو سنة من وفاته، بل ذلك بدعة وعادة قبيحة كانت عند قدماء المصريين وغيرهم (فتاوى إسلامية 2/56، وأحكام الجنائز للألباني 323).

تخصيص زيارة المقابر يوم وليلة العيد.
قال الشيخ ابن عثيمين: «الخروج إلى المقابر في ليلة العيد، ولو لزيارتها بدعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه أنه كان يخصص ليلة العيد، ولا يوم العيد لزيارة المقبرة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» (رواه النسائي بإسناد صحيح) فعلى المرء أن يتحرى في عباداته، وكل ما يفعله مما يتقرب به إلى الله عز وجل». (فتاوى إسلامية ـ 2/57 ـ والدرر السنية 5/160).
 
اعلم أن الدقيقة التي تمر من حياتك؛ يتمنى مثلها ملايين الموتى؛ ليستثمروها في طاعة الله، ليحدثوا لله فيها توبة، ليذكروا الله فيها ولو مرة..
أما كيف نخفف من لوعات الموتى؟ فبالدعاء والاستغفار لهم، والصدقة عنهم، فتلك أفضل هدية يتمنون وصولها منا .

فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنىَّ لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك).

فأخلص الدعاء لهؤلاء الأموات فلعل الله أن يقيض لك من يخلص لك الدعاء ..

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يوفقنا للاستعداد ليوم الرحيل، ولا يجعلنا في قبورنا من النادمين..

اللهم ارحمنا وأستجب دعائنا وحقق رجاؤنا وتوفنا وأنت راض عنا غير غضبان ...نسألك اللهم حسن الخاتمة وأحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين يارب يارب يارب يارب آمين ....لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...اللهم اجعلني والقارئ ممن قلت فيهم ( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ).. وصلي الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم



الفهرست النهائي
الفهرست النهائي
  1. =============================//==
  2. ابو حافظ
  3. تحميل القرآن الكريم على ملف وورد
  4. 2المصحف وورد (كله)
  5. أول المصحف
  6. 1- سورة الفاتحة
  7. 2-سورة البقرة
  8. 3-سورة آل عمران
  9. 4-سورة النساء
  10. 5-سورة المائدة
  11. 6-سورة الأنعام
  12. 7-سورة الأعراف
  13. 8-سورة الأنفال
  14. 9-سورة التوبة (129 آية)
  15. 10-سورة يونس 109 آية
  16. 11-سورة هود 123آية
  17. 12-سورة يوسف 111 آية
  18. 13-سورة الرعد 43 آية
  19. 14-سورة إبراهيم واياتها 52
  20. 15-سورة الحجر واياتها 99
  21. 16-سورة النحل آياتها 128آية
  22. 17-سورة الإسراء(111آية)
  23. 18-سورة الكهف واياتها 110
  24. 19-سورة مريم واياتها98
  25. 20-سورة طه آياتها 135 آية
  26. 21-سورة الأنبياء 112 آية
  27. 22-سورة الحج وآياتها 78
  28. 23-سورة المؤمنون 118 آية
  29. 24-سورة النور واياتها 64
  30. 25-سورة الفرقان وآياتها 77
  31. 26-سورة الشعراء وآياتها 277آية
  32. 27-سورة النمل وآياتها 93آية
  33. 28-سورة القصص وآياتها 88آية
  34. 29-سورة العنكبوت وآياتها 69آية
  35. 30-سورة الروم وآياتها60
  36. 31-سورة لقمان وآياتها 34آية
  37. 32-سورة السجدة وآياتها 30آية
  38. 33-سورة الأحزاب وآياتها 73
  39. 34-سورة سبأ وآياتها54
  40. 35-سورة فاطر
  41. 36-سورة يس(83آية)
  42. 37-سورة الصافات (182)آية
  43. 38-سورة ص آياتها 88آية
  44. 39-سورة الزمر واياتها 75
  45. 40-سورة غافر واياتها 85
  46. 41-سورة فصلت واياتها 54
  47. 42-سورة الشورى واياتها 53
  48. 43-سورة الزخرف واياتها89
  49. 44-سورة الدخان واياتها 59
  50. 45-سورة الجاثية واياتها 37
  51. 46-سورة الأحقاف واياتها 35
  52. 47-سورة محمد واياتها 38
  53. 48-سورة الفتح واياتها 29
  54. 49-سورة الحجرات واياتها 18
  55. 50-سورة ق واياتها 45
  56. 51-سورة الذاريات واياتها 60
  57. 52-سورة الطور واياتها 49
  58. 53-سورة النجم واياتها 62
  59. 54-سورة القمر واياتها 55
  60. 55-سورة الرحمن واياتها 78
  61. 56-سورة الواقعة واياتها 96
  62. 57-سورة الحديد واياتها 29
  63. 58-سورة المجادلة واياتها 22
  64. 59-سورة الحشر واياتها 24
  65. 60-سورة الممتحنة واياتها 13
  66. 61-سورة الصف واياتها 14
  67. 62-سورة الجمعة واياتها 11
  68. 63-سورة المنافقون واياتها 11
  69. 64-سورة التغابن واياتها 18
  70. 65-سورة الطلاق واياتها 12
  71. 66-سورة التحريم واياتها 12
  72. 67-سورة الملك واياتها 30
  73. 68-سورة القلم واياتها52
  74. 69-سورة الحاقة واياتها52
  75. 70-سورة المعارج واياتها 44
  76. 71-سورة نوح واياتها 28
  77. 72-سورة الجن وآياتها 28
  78. 73-سورة المزمل واياتها 20
  79. 74-سورة المدثر واياتها 56
  80. 75-سورة القيامة وآياتها 40
  81. 76-سورة الإنسان واياتها 31
  82. 77-سورة المرسلات واياتها 50
  83. 78-سورة النبأ واياتها40
  84. 79-سورة النازعات واياتها46
  85. 80-سورة عبس واياتها 42
  86. 81-سورة التكوير واياتها 29
  87. 82-سورة الانفطار واياتها 19
  88. 83-سورة المطففين واياتها 36
  89. 84-سورة الانشقاق واياتها 25
  90. 85-سورة البروج واياتها 22
  91. 86-سورة الطارق واياتها 17
  92. 87-سورة الأعلي واياتها 91
  93. 88-سورة الغاشية واياتها 62
  94. 89-سورة الفجر واياتها 30
  95. 90-سورة البلد رقم 90 واياتها 20
  96. 91-سورة الشمس واياتها 15
  97. 92-سورة الليل واياتها 21
  98. 93-سورة الضحى واياتها 11
  99. 94-سورة الشرح واياتها 8
  100. 95-سورة التين وآياتها 8
  101. 96-سورة العلق واياتها 19
  102. 97-سورة القدر واياتها 5
  103. 98-سورة البينة واياتها 8
  104. 99-سورة الزلزلة واياتها 8
  105. 100-سورة العاديات واياتها 11
  106. 101-سورة القارعة واياتها11
  107. 102-سورة التكاثر وآياتها 8
  108. 103-سورة العصر واياتها 3
  109. 104-سورة الهمزة واياتها 9
  110. 105-سورة الفيل واياتها 5
  111. 106-سورة قريش واياتها 4
  112. 107-سورة الماعون واياتها 7
  113. 108-سورة الكوثر واياتها 3
  114. 109-سورة الكافرون وآيتها 6
  115. 110-سورة النصر واياتها 3
  116. 111-سورة المسد واياتها 5
  117. 112-سورة الإخلاص واياتها 4
  118. 113-سورة الفلق واياتها 5
  119. 114-سورة الناس واياتها 6
  120. --صور المصاحف ----
  121. حمل من ملتقي الشفاء الاسلامي موقع قرآن راااااائع
  122. روابط موقع الباحث الاسلامي
  123. روابط مدونات المصاحف
  124. تنزيل برنامج الأذان
  125. تنزيل برنامج الأذان من موقع الباحث الاسلامي
  126. أرشيف المدونة اضغط السهم المتجه شمالا لبسط الفهرست
  127. 2012 (122)
  128. نوفمبر (64)
  129. تحميل القرآن الكريم على ملف وورد
  130. 2المصحف وورد (كله)
  131. أول المصحف
  132. 1- سورة الفاتحة
  133. 2-سورة البقرة
  134. 3-سورة آل عمران
  135. 4-سورة النساء
  136. 5-سورة المائدة
  137. 6-سورة الأنعام
  138. 7-سورة الأعراف
  139. 8-سورة الأنفال
  140. 9-سورة التوبة (129 آية)
  141. 10-سورة يونس 109 آية
  142. 11-سورة هود 123آية
  143. 12-سورة يوسف 111 آية
  144. 13-سورة الرعد 43 آية
  145. 14-سورة إبراهيم واياتها 52
  146. 15-سورة الحجر واياتها 99
  147. 16-سورة النحل آياتها 128آية
  148. 17-سورة الإسراء(111آية)
  149. 18-سورة الكهف واياتها 110
  150. 19-سورة مريم واياتها98
  151. 20-سورة طه آياتها 135 آية
  152. 21-سورة الأنبياء 112 آية
  153. 22-سورة الحج وآياتها 78
  154. 23-سورة المؤمنون 118 آية
  155. 24-سورة النور واياتها 64
  156. 25-سورة الفرقان وآياتها 77
  157. 26-سورة الشعراء وآياتها 277آية
  158. 27-سورة النمل وآياتها 93آية
  159. 28-سورة القصص وآياتها 88آية
  160. 29-سورة العنكبوت وآياتها 69آية
  161. 30-سورة الروم وآياتها60
  162. 31-سورة لقمان وآياتها 34آية
  163. 32-سورة السجدة وآياتها 30آية
  164. 33-سورة الأحزاب وآياتها 73
  165. 34-سورة سبأ وآياتها54
  166. 35-سورة فاطر
  167. 36-سورة يس(83آية)
  168. 37-سورة الصافات (182)آية
  169. --------------------------------
  170. 38-سورة ص آياتها 88آية
  171. 39-سورة الزمر واياتها 75
  172. 40-سورة غافر واياتها 85
  173. 41-سورة فصلت واياتها 54
  174. 42-سورة الشورى واياتها 53
  175. 43-سورة الزخرف واياتها89
  176. 44-سورة الدخان واياتها 59
  177. 45-سورة الجاثية واياتها 37
  178. 46-سورة الأحقاف واياتها 35
  179. 47-سورة محمد واياتها 38
  180. 48-سورة الفتح واياتها 29
  181. 49-سورة الحجرات واياتها 18
  182. 50-سورة ق واياتها 45
  183. 51-سورة الذاريات واياتها 60
  184. 52-سورة الطور واياتها 49
  185. 53-سورة النجم واياتها 62
  186. 54-سورة القمر واياتها 55
  187. 55-سورة الرحمن واياتها 78
  188. 56-سورة الواقعة واياتها 96
  189. 57-سورة الحديد واياتها 29
  190. 58-سورة المجادلة واياتها 22
  191. 59-سورة الحشر واياتها 24
  192. 60-سورة الممتحنة واياتها 13

الخميس، 31 ديسمبر 2020

ذكر الموت



ذكر الموت ما من شك أن ذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويوقظ القلوب الغافلة، ويقصر العبد أمله في الدنيا، ويحمله على الطاعة والانقياد لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم. والغفلة عن ذكر الموت يحمل العبد على الجرأة على الله، فيبارزه بالمعاصي، حتى يقسو قبله قسوة مخيفة لا يفهم بعدها موعظة أو نصيحة، وهنا الخطر. والمرأة الصالحة هي التي تنظر إلى الموت نظرة المعتبرة المتذكرة لنهايتها في هذه الدنيا، فتستقيم جوارحها بطاعة الله تعالى. قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. وقال تعالى أيضًا: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99 - 100]. وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك[1]. وينصحنا أويس القرني فيقول: يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم. وهذا الحسن البصري يقول: المبادرة المبادرة، فإنما هي الأنفاس، لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم، إنكم أصبحتم في أجل منقوص، والعمل محفوظ، والموت -واللهِ- في رقابكم أو النار بين أيديكم، فتوقعوا قضاء الله عز وجل في كل يوم وليلة. لقد فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لب فرحًا. وإن أمرًا هذا الموت آخره، لحقيق أن يزهد في أوله. وإن أمرًا هذا الموت أوله، لحقيق أن يخاف آخره. وعندما ننصح المرأة الصالحة بتذكر الموت، فإن ذلك لا يعني أنها ستعيش مهمومة حزينة طيلة حياتها، لا تتمتع بما أحل الله تعالى لها من الطيبات؛ لا، بل ذكر الموت المراد منه جمح الجوارح عن المعاصي وتقييدها بطاعة الله. وصدق الحسن البصري إذ يقول: إنك - والله - لأن تصحب أقوامًا يخوفونك حتى تدرك أمنًا، خير لك من أن تصحب أقوامًا يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف. وكذلك يقول ابن الجوزي رحمه الله: إذا رأينا أرباب الدنيا غلبت آمالهم، وفسدت في الخير أعمالهم، أمرناهم بذكر الموت إلى كم أقول ولا أفعلُ؟ وكم ذا أحوم ولا أنزلُ؟ وأزجر عيني فلا ترعوي وأنصح نفسي فلا تقبل وكم ذا تعلل لي ويحها بعل وسوف وكم تمطل؟ وكم ذا أؤمل طول البقا وأغفل والموت لا يغفل وفي كل يوم ينادي بنا منادي الرحيل ألا فارحلوا كأن وشيكًا إلى مصرعي يساق بنعشي ولا أمهل فعلى المرأة المسلمة المبادرة بالتوبة من الذنوب الماضية والحاضرة، صغيرها وكبيرها، وتتفكر فيما يقربها إلى الله، وتنجو به في الدار الآخرة، ولتكثر من ذكر الله تعالى، وتجتنب المناهي كلها، وتصبر نفسها، وتسأل الله الثبات بالقول الثابت حتى الممات. فبادر متابًا قبل يغلق بابه تطوى على الأعمال صحف التزود ومثل ورود القبر مهما رأيته ♦♦♦ لنفسك نفاعًا فقدمه تسعد والخوف من سوء الخاتمة أيضًا يحمل المسلمة على المسارعة إلى العمل الصالح، فهي لا تدري بم يختم لها. (وقد خذل كثير عند الموت، فمنهم من أتاه الخذلان من أول مرضه، فلم يستدرك قبيحًا مضى، وربما أضاف إليه جور في وصيته، ومنهم من فاجأه الخذلان في ساعة اشتداد الأمر: فمنهم من كفر، ومنهم من تعرض وتسخط، نعوذ بالله من الخذلان. وهذا معنى سوء الخاتمة، وهو أن يغلب على القلب عند الموت الشك أو الجحود، فتقبض النفس على تلك الحالة، ودون ذلك أن يتسخط الأقدار)[2]. وسوء الخاتمة لا يكون لمن استقام ظاهرها، وصلح باطنها، وإنما يكون لمن كان لها فساد في العقل، أو إصرار على الذنب، أو إعراض عن الحق، وربما غلبها ذلك، وهي لا تزال تؤمل في الدنيا، حتى ينزل بها الموت قبل التوبة وتدارك ما فات. فمن أرادت طريق السلامة فعليها بتقوى الله، والحذر من أسبابها، وإصلاح نفسها، والمسارعة بالتوبة والعمل الصالح، فإن العمر قصير، وكل نفس من أنفاسك بمنزلة خاتمتك. [1] رواه البخاري وغيره. [2] الثبات عند الممات لابن الجوزي رحمه الله
.من الالوكة

لحظات قبل الموت

لحظات قبل الموت


لا يهمُّه المكان؛ فالأرضُ أرض الله، وكلُّ مَن مشى فوقها اليوم، غدًا يَصير تحتها، لا حول له ولا قوَّة!



ولا يهمُّه الزَّمان؛ فمهما طال سيَنقضي، وحين يَنقضي لا يَنفع ندَم، ولا تُعيد الأملَ الحسراتُ؛ فهو الآن في وضعٍ أقصى ما يفكِّر فيه هو نفسه.



عادَت ذاكرتُه إلى الوراء؛ فرأى مرآةَ حياته تتجلَّى بين عينيه كالشَّمس في كبِد السَّماء، رأى حالَه حين احتقَر المعاصي، وارتكب الفظيعَ من الذُّنوب، ولم تحدِّثه نفسُه بالتوبة؛ فها هو ذا قد اختلى بفتاة، ويَعلم الله ما يَفعلان، وقد علَت أساريره ابتسامةٌ، متناسيًا يوم الحساب، يَندم الآن، وما يَنفع النَّدَم، فيا ليت شِعري! ويا ليتني لم أختَلِ!



تعدَّدَت في عينيه المصائبُ والطامَّات، تبدو له كأنَّها صفائح من حديدٍ تكوي جبينَه وتقرضُه، تمنَّى لو كانت الدنيا رحيمةً، وما هي برَحيمة، حتى تعود لأجله وتنفِّس بجميلها عن كربه، فيعدل عمَّا فعَل، لكن وا أسفاه!



ها هو ذا يرى نفسَه قد جشمَته الذُّنوبُ، لم يستَحِ من الله، وما استحى من أمِّه وأبيه، وزوجه وبنيه، ويا ليته تزوَّج فأُحصِن، فتستَّر بسِتار العَفاف والطَّهارة فغَضَّ الطَّرْفَ، وأسدل عليه برنسَ التقوى؛ لكنَّه مسكين بالِغ لم تَكد حاسبة عمره تتعدَّى الثامنة عشرة، فشاء الله له أن تَصدمه السيَّارة، فيا ليتها عظُمَت، وما بلاء وعظَمُ بلاء السيارة ذي بجَلَلٍ؛ بل إنَّ الدنيا لأَعظم حادثة تَحصل، فتصدم التقيَّ بفِتنتها، وتوقِع المستقيمَ في مكايدها، وتطيل الأمدَ في أعين الغافلين، وتطفئ إنارةَ المستبصرين، أليست هذه أعظم حادِثة؟!



الشاب يلفظ أنفاسَه الأخيرة، وهو متحسِّر وما تَنفع حسرتُه، ذليلٌ وقد كان يظنُّ العزَّةَ، بخيل كان يَضنُّ على الصَّلاة فلا يقيمها، فاليوم تموتُ وأنت حَسير، وتموت والنَّاس ترثيك؛ هذا فلان كان في الدنيا نشيطًا، كان فلان لا يمرُّ على مَجلس إلَّا وأضحك القومَ، فاليوم غِبتَ عنهم، وذهبتَ مسافرًا بلا رجعة، فيدفنونك وتُقبَر، وحياتك للنَّاس بعد موتك عِبرة، وتذرف الأنامُ عليك الدموعَ، وتوقظ سيرتُك في قلوبهم الشموع، فما يَنفعك أن تكون للناس جسرًا، يمرُّون عليه فيهوي.



وأخيرًا، وبدون عناء دائم أو عذاب، فالموتُ واحِد وقد تعدَّدَت الأسباب، أخذَت الجندُ الروحَ، وبقيَت جثَّته هامِدة سامدة، نتنةً سمجة، ويا ليته يَعلم أنَّ حياته الحقيقية قد بدأَت للتوِّ، فما عاش إلَّا التمهيد.



ليتنا لا نكون مثل هذا الذي مات، ليتَنا لا نكون كسائر العُصاةِ، ليتنا إذا قارَفنا ذنبًا استشعَرنا اللهَ، وإذا خلَونا قلنا: علينا رقيبٌ.



بالله عليك أيها الشابُّ التائه، الذي في ظُلمات الشَّهوات قد تاه، لا يلهينَّك - وإيَّاي - طولُ الأمَد، ولا تَجعل الدنيا أكبرَ همِّك؛ فإنَّها كالتي تَكفر العَشير، فاحذر وابتغِ طلبها لأجل الزَّاد، وأن تكون جسرًا تَعبر به إلى الجنَّة، سبيلًا.



فكم من مذنِب أذنب وأطنَب في ذلك، حتى أتَت زفراتُه الأخيرة تَحمل في طيَّاتها ما خزنه الدَّهر! فلِم التأخُّر؟! بل عجِّل بالتَّوبة إن كنتَ تقرأ، فلا أعلم ولا تَعلم متى نَموتُ، ولا أين نموت، ولا كيف سنموتُ؟! بل كل ما نَعلمه أنَّ غدًا أو في هذه اللحظة يُطفأ زِرُّ حياتنا، ليُفتح مقبسٌ آخر يريك مسارَك الجديد، حياة جديدة، فيها اثنان لا ثالث لهما؛ إمَّا نعيم الجنَّة، أو سعير النَّار.