9 مصاحف

9 و 12 مصحف

 

Translate

الأربعاء، 3 مارس 2021



الفهرست النهائي
الفهرست النهائي
  1. =============================//==
  2. ابو حافظ
  3. تحميل القرآن الكريم على ملف وورد
  4. 2المصحف وورد (كله)
  5. أول المصحف
  6. 1- سورة الفاتحة
  7. 2-سورة البقرة
  8. 3-سورة آل عمران
  9. 4-سورة النساء
  10. 5-سورة المائدة
  11. 6-سورة الأنعام
  12. 7-سورة الأعراف
  13. 8-سورة الأنفال
  14. 9-سورة التوبة (129 آية)
  15. 10-سورة يونس 109 آية
  16. 11-سورة هود 123آية
  17. 12-سورة يوسف 111 آية
  18. 13-سورة الرعد 43 آية
  19. 14-سورة إبراهيم واياتها 52
  20. 15-سورة الحجر واياتها 99
  21. 16-سورة النحل آياتها 128آية
  22. 17-سورة الإسراء(111آية)
  23. 18-سورة الكهف واياتها 110
  24. 19-سورة مريم واياتها98
  25. 20-سورة طه آياتها 135 آية
  26. 21-سورة الأنبياء 112 آية
  27. 22-سورة الحج وآياتها 78
  28. 23-سورة المؤمنون 118 آية
  29. 24-سورة النور واياتها 64
  30. 25-سورة الفرقان وآياتها 77
  31. 26-سورة الشعراء وآياتها 277آية
  32. 27-سورة النمل وآياتها 93آية
  33. 28-سورة القصص وآياتها 88آية
  34. 29-سورة العنكبوت وآياتها 69آية
  35. 30-سورة الروم وآياتها60
  36. 31-سورة لقمان وآياتها 34آية
  37. 32-سورة السجدة وآياتها 30آية
  38. 33-سورة الأحزاب وآياتها 73
  39. 34-سورة سبأ وآياتها54
  40. 35-سورة فاطر
  41. 36-سورة يس(83آية)
  42. 37-سورة الصافات (182)آية
  43. 38-سورة ص آياتها 88آية
  44. 39-سورة الزمر واياتها 75
  45. 40-سورة غافر واياتها 85
  46. 41-سورة فصلت واياتها 54
  47. 42-سورة الشورى واياتها 53
  48. 43-سورة الزخرف واياتها89
  49. 44-سورة الدخان واياتها 59
  50. 45-سورة الجاثية واياتها 37
  51. 46-سورة الأحقاف واياتها 35
  52. 47-سورة محمد واياتها 38
  53. 48-سورة الفتح واياتها 29
  54. 49-سورة الحجرات واياتها 18
  55. 50-سورة ق واياتها 45
  56. 51-سورة الذاريات واياتها 60
  57. 52-سورة الطور واياتها 49
  58. 53-سورة النجم واياتها 62
  59. 54-سورة القمر واياتها 55
  60. 55-سورة الرحمن واياتها 78
  61. 56-سورة الواقعة واياتها 96
  62. 57-سورة الحديد واياتها 29
  63. 58-سورة المجادلة واياتها 22
  64. 59-سورة الحشر واياتها 24
  65. 60-سورة الممتحنة واياتها 13
  66. 61-سورة الصف واياتها 14
  67. 62-سورة الجمعة واياتها 11
  68. 63-سورة المنافقون واياتها 11
  69. 64-سورة التغابن واياتها 18
  70. 65-سورة الطلاق واياتها 12
  71. 66-سورة التحريم واياتها 12
  72. 67-سورة الملك واياتها 30
  73. 68-سورة القلم واياتها52
  74. 69-سورة الحاقة واياتها52
  75. 70-سورة المعارج واياتها 44
  76. 71-سورة نوح واياتها 28
  77. 72-سورة الجن وآياتها 28
  78. 73-سورة المزمل واياتها 20
  79. 74-سورة المدثر واياتها 56
  80. 75-سورة القيامة وآياتها 40
  81. 76-سورة الإنسان واياتها 31
  82. 77-سورة المرسلات واياتها 50
  83. 78-سورة النبأ واياتها40
  84. 79-سورة النازعات واياتها46
  85. 80-سورة عبس واياتها 42
  86. 81-سورة التكوير واياتها 29
  87. 82-سورة الانفطار واياتها 19
  88. 83-سورة المطففين واياتها 36
  89. 84-سورة الانشقاق واياتها 25
  90. 85-سورة البروج واياتها 22
  91. 86-سورة الطارق واياتها 17
  92. 87-سورة الأعلي واياتها 91
  93. 88-سورة الغاشية واياتها 62
  94. 89-سورة الفجر واياتها 30
  95. 90-سورة البلد رقم 90 واياتها 20
  96. 91-سورة الشمس واياتها 15
  97. 92-سورة الليل واياتها 21
  98. 93-سورة الضحى واياتها 11
  99. 94-سورة الشرح واياتها 8
  100. 95-سورة التين وآياتها 8
  101. 96-سورة العلق واياتها 19
  102. 97-سورة القدر واياتها 5
  103. 98-سورة البينة واياتها 8
  104. 99-سورة الزلزلة واياتها 8
  105. 100-سورة العاديات واياتها 11
  106. 101-سورة القارعة واياتها11
  107. 102-سورة التكاثر وآياتها 8
  108. 103-سورة العصر واياتها 3
  109. 104-سورة الهمزة واياتها 9
  110. 105-سورة الفيل واياتها 5
  111. 106-سورة قريش واياتها 4
  112. 107-سورة الماعون واياتها 7
  113. 108-سورة الكوثر واياتها 3
  114. 109-سورة الكافرون وآيتها 6
  115. 110-سورة النصر واياتها 3
  116. 111-سورة المسد واياتها 5
  117. 112-سورة الإخلاص واياتها 4
  118. 113-سورة الفلق واياتها 5
  119. 114-سورة الناس واياتها 6
  120. --صور المصاحف ----
  121. حمل من ملتقي الشفاء الاسلامي موقع قرآن راااااائع
  122. روابط موقع الباحث الاسلامي
  123. روابط مدونات المصاحف
  124. تنزيل برنامج الأذان
  125. تنزيل برنامج الأذان من موقع الباحث الاسلامي
  126. أرشيف المدونة اضغط السهم المتجه شمالا لبسط الفهرست
  127. 2012 (122)
  128. نوفمبر (64)
  129. تحميل القرآن الكريم على ملف وورد
  130. 2المصحف وورد (كله)
  131. أول المصحف
  132. 1- سورة الفاتحة
  133. 2-سورة البقرة
  134. 3-سورة آل عمران
  135. 4-سورة النساء
  136. 5-سورة المائدة
  137. 6-سورة الأنعام
  138. 7-سورة الأعراف
  139. 8-سورة الأنفال
  140. 9-سورة التوبة (129 آية)
  141. 10-سورة يونس 109 آية
  142. 11-سورة هود 123آية
  143. 12-سورة يوسف 111 آية
  144. 13-سورة الرعد 43 آية
  145. 14-سورة إبراهيم واياتها 52
  146. 15-سورة الحجر واياتها 99
  147. 16-سورة النحل آياتها 128آية
  148. 17-سورة الإسراء(111آية)
  149. 18-سورة الكهف واياتها 110
  150. 19-سورة مريم واياتها98
  151. 20-سورة طه آياتها 135 آية
  152. 21-سورة الأنبياء 112 آية
  153. 22-سورة الحج وآياتها 78
  154. 23-سورة المؤمنون 118 آية
  155. 24-سورة النور واياتها 64
  156. 25-سورة الفرقان وآياتها 77
  157. 26-سورة الشعراء وآياتها 277آية
  158. 27-سورة النمل وآياتها 93آية
  159. 28-سورة القصص وآياتها 88آية
  160. 29-سورة العنكبوت وآياتها 69آية
  161. 30-سورة الروم وآياتها60
  162. 31-سورة لقمان وآياتها 34آية
  163. 32-سورة السجدة وآياتها 30آية
  164. 33-سورة الأحزاب وآياتها 73
  165. 34-سورة سبأ وآياتها54
  166. 35-سورة فاطر
  167. 36-سورة يس(83آية)
  168. 37-سورة الصافات (182)آية
  169. --------------------------------
  170. 38-سورة ص آياتها 88آية
  171. 39-سورة الزمر واياتها 75
  172. 40-سورة غافر واياتها 85
  173. 41-سورة فصلت واياتها 54
  174. 42-سورة الشورى واياتها 53
  175. 43-سورة الزخرف واياتها89
  176. 44-سورة الدخان واياتها 59
  177. 45-سورة الجاثية واياتها 37
  178. 46-سورة الأحقاف واياتها 35
  179. 47-سورة محمد واياتها 38
  180. 48-سورة الفتح واياتها 29
  181. 49-سورة الحجرات واياتها 18
  182. 50-سورة ق واياتها 45
  183. 51-سورة الذاريات واياتها 60
  184. 52-سورة الطور واياتها 49
  185. 53-سورة النجم واياتها 62
  186. 54-سورة القمر واياتها 55
  187. 55-سورة الرحمن واياتها 78
  188. 56-سورة الواقعة واياتها 96
  189. 57-سورة الحديد واياتها 29
  190. 58-سورة المجادلة واياتها 22
  191. 59-سورة الحشر واياتها 24
  192. 60-سورة الممتحنة واياتها 13

الخميس، 31 ديسمبر 2020

ذكر الموت



ذكر الموت ما من شك أن ذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويوقظ القلوب الغافلة، ويقصر العبد أمله في الدنيا، ويحمله على الطاعة والانقياد لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم. والغفلة عن ذكر الموت يحمل العبد على الجرأة على الله، فيبارزه بالمعاصي، حتى يقسو قبله قسوة مخيفة لا يفهم بعدها موعظة أو نصيحة، وهنا الخطر. والمرأة الصالحة هي التي تنظر إلى الموت نظرة المعتبرة المتذكرة لنهايتها في هذه الدنيا، فتستقيم جوارحها بطاعة الله تعالى. قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. وقال تعالى أيضًا: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99 - 100]. وروى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك[1]. وينصحنا أويس القرني فيقول: يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم. وهذا الحسن البصري يقول: المبادرة المبادرة، فإنما هي الأنفاس، لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم، إنكم أصبحتم في أجل منقوص، والعمل محفوظ، والموت -واللهِ- في رقابكم أو النار بين أيديكم، فتوقعوا قضاء الله عز وجل في كل يوم وليلة. لقد فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لب فرحًا. وإن أمرًا هذا الموت آخره، لحقيق أن يزهد في أوله. وإن أمرًا هذا الموت أوله، لحقيق أن يخاف آخره. وعندما ننصح المرأة الصالحة بتذكر الموت، فإن ذلك لا يعني أنها ستعيش مهمومة حزينة طيلة حياتها، لا تتمتع بما أحل الله تعالى لها من الطيبات؛ لا، بل ذكر الموت المراد منه جمح الجوارح عن المعاصي وتقييدها بطاعة الله. وصدق الحسن البصري إذ يقول: إنك - والله - لأن تصحب أقوامًا يخوفونك حتى تدرك أمنًا، خير لك من أن تصحب أقوامًا يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف. وكذلك يقول ابن الجوزي رحمه الله: إذا رأينا أرباب الدنيا غلبت آمالهم، وفسدت في الخير أعمالهم، أمرناهم بذكر الموت إلى كم أقول ولا أفعلُ؟ وكم ذا أحوم ولا أنزلُ؟ وأزجر عيني فلا ترعوي وأنصح نفسي فلا تقبل وكم ذا تعلل لي ويحها بعل وسوف وكم تمطل؟ وكم ذا أؤمل طول البقا وأغفل والموت لا يغفل وفي كل يوم ينادي بنا منادي الرحيل ألا فارحلوا كأن وشيكًا إلى مصرعي يساق بنعشي ولا أمهل فعلى المرأة المسلمة المبادرة بالتوبة من الذنوب الماضية والحاضرة، صغيرها وكبيرها، وتتفكر فيما يقربها إلى الله، وتنجو به في الدار الآخرة، ولتكثر من ذكر الله تعالى، وتجتنب المناهي كلها، وتصبر نفسها، وتسأل الله الثبات بالقول الثابت حتى الممات. فبادر متابًا قبل يغلق بابه تطوى على الأعمال صحف التزود ومثل ورود القبر مهما رأيته ♦♦♦ لنفسك نفاعًا فقدمه تسعد والخوف من سوء الخاتمة أيضًا يحمل المسلمة على المسارعة إلى العمل الصالح، فهي لا تدري بم يختم لها. (وقد خذل كثير عند الموت، فمنهم من أتاه الخذلان من أول مرضه، فلم يستدرك قبيحًا مضى، وربما أضاف إليه جور في وصيته، ومنهم من فاجأه الخذلان في ساعة اشتداد الأمر: فمنهم من كفر، ومنهم من تعرض وتسخط، نعوذ بالله من الخذلان. وهذا معنى سوء الخاتمة، وهو أن يغلب على القلب عند الموت الشك أو الجحود، فتقبض النفس على تلك الحالة، ودون ذلك أن يتسخط الأقدار)[2]. وسوء الخاتمة لا يكون لمن استقام ظاهرها، وصلح باطنها، وإنما يكون لمن كان لها فساد في العقل، أو إصرار على الذنب، أو إعراض عن الحق، وربما غلبها ذلك، وهي لا تزال تؤمل في الدنيا، حتى ينزل بها الموت قبل التوبة وتدارك ما فات. فمن أرادت طريق السلامة فعليها بتقوى الله، والحذر من أسبابها، وإصلاح نفسها، والمسارعة بالتوبة والعمل الصالح، فإن العمر قصير، وكل نفس من أنفاسك بمنزلة خاتمتك. [1] رواه البخاري وغيره. [2] الثبات عند الممات لابن الجوزي رحمه الله
.من الالوكة

لحظات قبل الموت

لحظات قبل الموت


لا يهمُّه المكان؛ فالأرضُ أرض الله، وكلُّ مَن مشى فوقها اليوم، غدًا يَصير تحتها، لا حول له ولا قوَّة!



ولا يهمُّه الزَّمان؛ فمهما طال سيَنقضي، وحين يَنقضي لا يَنفع ندَم، ولا تُعيد الأملَ الحسراتُ؛ فهو الآن في وضعٍ أقصى ما يفكِّر فيه هو نفسه.



عادَت ذاكرتُه إلى الوراء؛ فرأى مرآةَ حياته تتجلَّى بين عينيه كالشَّمس في كبِد السَّماء، رأى حالَه حين احتقَر المعاصي، وارتكب الفظيعَ من الذُّنوب، ولم تحدِّثه نفسُه بالتوبة؛ فها هو ذا قد اختلى بفتاة، ويَعلم الله ما يَفعلان، وقد علَت أساريره ابتسامةٌ، متناسيًا يوم الحساب، يَندم الآن، وما يَنفع النَّدَم، فيا ليت شِعري! ويا ليتني لم أختَلِ!



تعدَّدَت في عينيه المصائبُ والطامَّات، تبدو له كأنَّها صفائح من حديدٍ تكوي جبينَه وتقرضُه، تمنَّى لو كانت الدنيا رحيمةً، وما هي برَحيمة، حتى تعود لأجله وتنفِّس بجميلها عن كربه، فيعدل عمَّا فعَل، لكن وا أسفاه!



ها هو ذا يرى نفسَه قد جشمَته الذُّنوبُ، لم يستَحِ من الله، وما استحى من أمِّه وأبيه، وزوجه وبنيه، ويا ليته تزوَّج فأُحصِن، فتستَّر بسِتار العَفاف والطَّهارة فغَضَّ الطَّرْفَ، وأسدل عليه برنسَ التقوى؛ لكنَّه مسكين بالِغ لم تَكد حاسبة عمره تتعدَّى الثامنة عشرة، فشاء الله له أن تَصدمه السيَّارة، فيا ليتها عظُمَت، وما بلاء وعظَمُ بلاء السيارة ذي بجَلَلٍ؛ بل إنَّ الدنيا لأَعظم حادثة تَحصل، فتصدم التقيَّ بفِتنتها، وتوقِع المستقيمَ في مكايدها، وتطيل الأمدَ في أعين الغافلين، وتطفئ إنارةَ المستبصرين، أليست هذه أعظم حادِثة؟!



الشاب يلفظ أنفاسَه الأخيرة، وهو متحسِّر وما تَنفع حسرتُه، ذليلٌ وقد كان يظنُّ العزَّةَ، بخيل كان يَضنُّ على الصَّلاة فلا يقيمها، فاليوم تموتُ وأنت حَسير، وتموت والنَّاس ترثيك؛ هذا فلان كان في الدنيا نشيطًا، كان فلان لا يمرُّ على مَجلس إلَّا وأضحك القومَ، فاليوم غِبتَ عنهم، وذهبتَ مسافرًا بلا رجعة، فيدفنونك وتُقبَر، وحياتك للنَّاس بعد موتك عِبرة، وتذرف الأنامُ عليك الدموعَ، وتوقظ سيرتُك في قلوبهم الشموع، فما يَنفعك أن تكون للناس جسرًا، يمرُّون عليه فيهوي.



وأخيرًا، وبدون عناء دائم أو عذاب، فالموتُ واحِد وقد تعدَّدَت الأسباب، أخذَت الجندُ الروحَ، وبقيَت جثَّته هامِدة سامدة، نتنةً سمجة، ويا ليته يَعلم أنَّ حياته الحقيقية قد بدأَت للتوِّ، فما عاش إلَّا التمهيد.



ليتنا لا نكون مثل هذا الذي مات، ليتَنا لا نكون كسائر العُصاةِ، ليتنا إذا قارَفنا ذنبًا استشعَرنا اللهَ، وإذا خلَونا قلنا: علينا رقيبٌ.



بالله عليك أيها الشابُّ التائه، الذي في ظُلمات الشَّهوات قد تاه، لا يلهينَّك - وإيَّاي - طولُ الأمَد، ولا تَجعل الدنيا أكبرَ همِّك؛ فإنَّها كالتي تَكفر العَشير، فاحذر وابتغِ طلبها لأجل الزَّاد، وأن تكون جسرًا تَعبر به إلى الجنَّة، سبيلًا.



فكم من مذنِب أذنب وأطنَب في ذلك، حتى أتَت زفراتُه الأخيرة تَحمل في طيَّاتها ما خزنه الدَّهر! فلِم التأخُّر؟! بل عجِّل بالتَّوبة إن كنتَ تقرأ، فلا أعلم ولا تَعلم متى نَموتُ، ولا أين نموت، ولا كيف سنموتُ؟! بل كل ما نَعلمه أنَّ غدًا أو في هذه اللحظة يُطفأ زِرُّ حياتنا، ليُفتح مقبسٌ آخر يريك مسارَك الجديد، حياة جديدة، فيها اثنان لا ثالث لهما؛ إمَّا نعيم الجنَّة، أو سعير النَّار.


خطبة قصيرة عن الموت

 من الالوكة

   خطبة قصيرة عن الموت




الْخُطْبَةُ الْأُولَى

عِبَادَ اللهِ! حَدِيثُنَا الْيَوْمَ عَنْ سَاعَةٍ وَلَحْظَةٍ حَاسِمَةٍ لَا تَتَكَرَّرُ، سَيَمُرُّ بِهَا كُلٌّ مِنَّا، شَاءَ أَمْ أَبَى! إِنَّهَا سَاعَةُ الْـمَوْتِ! وَالِانْتِقَالُ مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ، قَالَ اللهُ - جَلَّ فِي عُلَاهُ -: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]؛ فَالْمَوْتُ نِهَايَةُ كُلِّ مَخْلُوقٍ:

كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ *** يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ



فَسَاعَةُ الْمَوْتِ، سَاعَةٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ - كَائِنًا مَنْ كَانَ - أَنْ يُؤَخِّرَهَا عَنْ نَفْسِهِ، أَوْ غَيْرِهِ، وَلَوْ لِسَاعَةٍ، حَتَّى يَتَدَارَكَ مَا فَاتَهُ، وَيُصَحِّحَ مِنْ أَوْضَاعِهِ، قَالَ اللهُ: ﴿ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [يس: 50]؛ فَهِيَ تَأْخُذُهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ فِي جِدَالِـهِمْ وَخِصَامِهِمْ فِي مُعْتَرَكِ الْحَيَاةِ، لَا يَتَوَقَّعُونَهَا، وَلَا يَحْسِبُونَ لَهَا حِسَابًا، فَإِذَا هُمْ مُنْتَهُونَ، كُلٌّ عَلَى حَالِهِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، لَا يَمْلِكُ أَنْ يُوصِيَ لِـمَنْ بَعْدَهُ، وَلَا أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَيُوصِيهِمْ بِمَا فِيهِ مَصَالِـحِهِ وَإِنْقَاذِ نَفْسِهِ.



وَهَذَا إِنْذَارٌ لِأَهْلِ الْغَفْلَةِ الَّذِينَ غَفَلُوا عَنِ الْمَوْتِ، وَشَغَلَتْهُمُ الدُّنْيَا عَنْ تَذَكُّرِهِ، فَفَاجَأَهُمُ الْمَوْتُ؛ فَلَا يُسْعِفُهُمُ الْوَقْتُ لِيُصْلِحَ مَا يُمْكِنُ إِصْلَاحُهُ؛ فَالْمَوْتُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَبْطِئَهُ مِنَّا أَحَدٌ؛ فَلَا أَحَدَ يَعْلَمُ مَوْعِدَ رَحِيلِهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَلَيْسَ لَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ عَمَلٍ وَلَا تَوْبَةٍ وَلَا اسْتِدْرَاكِ شَيْءٍ وَلَا تَصْحِيحِ وَضْعٍ.



سُبْحَانَ اللهِ! إِذَا نَزَلَ الْمَوْتُ لَا يَسْتَطِيعُ الْوَاحِدُ مِنَّا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ، فَكَيْفَ إِلَى فِعْلٍ يَحْتَاجُ إِلَى زَمَانٍ طَوِيلٍ مِنْ أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ وَرَدِّ الْـمَظَالِـمِ، وَاخْتِيَارِ التَّوْصِيَةِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْكَلِمَاتِ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَى أَهَمِّ الْكَلِمَاتِ؛ فَإِنَّ الْحَاجَةَ فِي وَقْتِ الْـمَوْتِ إِلَى التَّوْصِيَةِ أَمَسُّ وَالتَّنْكِيرَ فِي التَّوْصِيَةِ لِلتَّعْمِيمِ؛ فَلَا يَقْدِرُ عَلَى تَوْصِيَةٍ مَا، وَلَو كَانَت بِكَلِمَةٍ يَسِيرَةٍ، وَلأَنَّ التَّوْصِيَةَ قَدْ تَحْصُلُ بِالْإِشَارَةِ، فَالْعَاجِزُ عَنْهَا عَاجِزٌ عَنْ غَيْرِهَا، قَالَ - تَعَالَى -: ﴿ وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾، بَيَانٌ لِشِدَّةِ الْحَاجَةِ إِلَى التَّوْصِيَةِ؛ لِأَنَّ مَنْ يَرْجُو الْوُصُولَ إِلَى أَهْلِهِ قَدْ يُمْسِكُ عَنِ الْوَصِيَّةِ لِعَدَمِ الْحَاجَةِ إِلَيْهَا، فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ مَعَ الْحَاجَةِ دَلَّ عَلَى غَايَةِ الشِّدَّةِ.



وَقَالَ - تَعَالَى -: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100]، فَسُؤَالُ الرَّجْعَةِ فِي الْآيَةِ لَيْسَ خَاصًّا بِالْكَافِرِ، بَلْ يَعُمُّ كُلَّ مُفَرِّطٍّ، فَيُخْبِرُ اللهُ - تَعَالَى - عَنْ حَالِ مَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، مِنَ الْمُفَرِّطِينَ الظَّالِمِينَ، أَنَّهُ يَنْدَمُ فِي تِلْكَ الْحَالِ، إِذَا رَأَى مَآلَهُ، وَشَاهِدَ قُبْحَ أَعْمَالِهِ فَيَطْلُبُ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا، لَا لِلتَّمَتُّعِ بِلَذَّاتِهَا وَاقْتِطَافِ شَهَوَاتِهَا وَإِنَّمَا ذَلِكَ كَمَا قَالَ - تَعَالَى -: ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: 100] مِنَ الْعَمَلِ، وَفَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ. ﴿ كَلَّا ﴾، أَيْ: فَلَا رَجْعَةَ لَهُ وَلَا إِمْهَالَ، فَقَدْ قَضَى اللهُ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ، ﴿ إِنَّهَا ﴾، أَيْ: مَقَالَتُهُ الَّتِي تَمَنَّى فِيهَا الرُّجُوعَ إِلَى الدُّنْيَا، ﴿ كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ﴾، أَيْ: مُجَرَّدُ قَوْلٍ بِاللِّسَانِ، لَا يُفِيدُ صَاحِبَهُ إِلَّا الْحَسْرَةَ وَالنَّدَمَ.



﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 100]، أَيْ: حَاجِزٌ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَفِي هَذَا البَرْزَخِ، يَتَنَعَّمُ الْمُطِيعُونَ، وَيُعَذَّبُ الْعَاصُونَ، مِنِ ابْتِدَاءِ مَوْتِهِمْ وَاسْتِقْرَارِهِمْ فِي قُبُورِهِمْ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَلْيَعُدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ، وَلْيَأْخُذُوا لَهُ أُهْبَتَهُ.



فَفَكِّرْ يَا عَبْدَ اللهِ! فِي هَذِهِ السَّاعَةِ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ شَهْوَتِكَ وَمَحَابِّكَ، وَانْقَطَعَتْ عَنْكَ فُرْصَةُ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَهَجَمَتْ عَلَيْكَ الشَّدَائِدُ الْعِظَامُ، وَوَقَعْتَ فِي الْأَخْطَارِ الْجِسَامِ، فَنَادَيْتَ عِنْد ذَلِكَ نَادِمًا: ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ [المؤمنون: 99، 100] فَلَمْ يُجَبْ نِدَاؤُكَ، وَلَمْ تُعْطَ سَاعَةً وَاحِدَةً تَتُوبُ فِيهَا إِلَى اللهُ - تَعَالَى - وَتَسْتَرْضِيهِ.



وَلْيَكُنْ يَا عَبْدَ اللهِ! هَذَا النِّدَاءُ ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾ عَلَى بَالِكَ طَالَمَا أَنَّكَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ؛ لَا تَغْفَلْ عَنْهُ أَبَدًا؛ فَإِنَّهُ إِذَا بَاشَرَ الْقَلْبَ أَحْدَثَ فِيهِ خَوْفًا شَدِيدًا؛ فَحَصَّلَتْ بِعَوْنِ اللهِ -تَعَالَى - التَّقْوَى، وَانْخَلَعَ الْعَبْدُ مِنَ الْمَعَاصِي، وَبَادَرَ بِالصَّالِحَاتِ سَاعَةَ الْأَجَلِ.



وَقَالَ - تَعَالَى -: ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ﴾ [المنافقون: 11]، فَالْآجَالُ لَا مَجَالَ فِيهَا لِلتَّأْجِيلِ؛ فَهِيَ مَحْتُومَةٌ، مُحَدَّدَةٌ مَوْقُوتَةٌ، فَكُلُّ غَافِلٍ وَمُفَرِّطٍ يَنْدَمُ عِنْدَ الِاحْتِضَارِ، نَدَمًا لَا يُجْدِي، وَيَسْأَلُ أَنْ يُطَالَ فِي عُمُرِهِ، وَلَوْ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ؛ لِيَسْتَدْرِكَ مَا فَاتَهُ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! وَكَانَ مَا كَانَ، وَأَتَى مَا أَتَى وَكُلٌّ بِحَسَبِ تَفْرِيطِهِ، وَمُحْتَضِرٌ يَفِيقُ إِفَاقَةً وَيَنْتَبِهُ انْتِبَاهًا لَا يُدْرِكُهُ مَنْ حَوْلَهُ، انْتِبَاهٌ لَا يُوصَفُ، وَيَقْلَقُ قَلَقًا لَا يُتَصَوَّرُ، وَيَتَلَهَّفُ حَسْرَةً عَلَى زَمَنِهِ الْمَاضِي، وَيَتَمَنَّى لَوْ تُرِكَ كَيْ يَتَدَارَكَ مَا فَاتَهُ بِإِعْلَانِ تَوْبَةٍ، لَعَلَّهَا تُنْقِذُهُ وَمِنْ عَذَابِ اللهِ تُخَلِّصُهُ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ! لَقَدْ فَرَّطَ فِي زَمَنِ الْعَمَلِ، وَتَسَاهَلَ فِي فَتْرَةِ الزَّرْعِ، مَعَ أَنَّ النَّذِيرَ قَدْ جَاءَهُ وَالتَّحْذِيرَ قَدْ وَصَلَ إِلَى مَسَامِعِهِ، وَلَكِنَّ التَّسْوِيفَ وَالتَّأْجِيلَ وَطُولَ الْأَمَلِ وَالْخُضُوعَ لَإِبْلِيسَ، حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ وَسُرْعَةِ الْأَوْبَةِ وَالرَّجْعَةِ!



وَلَوِ اسْتَشْعَرَ الْعَاقِلُ وَهُوَ فِي أَوَانِ عَافِيَتِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ، لَحَصَلَ كُلُّ مَقْصُودٍ، وَنَالَ كُلَّ مَطْلُوبٍ، فَطَالَـمَا نَعْلَمُ أَنْ سَنَنْدَمَ عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِي جَنْبِ اللهِ، وَأَنَّنَا سَنَتَحَسَّرَ عَلَى ذُنُوبِنَا؛ فَلِمَاذَا لَا نُبَادِرُ قَبْلَ الْفَوَاتِ؟ وَنَسْتَعِدُّ لَهُ غَايَةَ الِاسْتِعْدَادَ.








الَّلهُمَّ أَحْسَنْ خَاتِمَتَنَا وَتَوَفَّنَا وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا غَيْرَ غَضْبَانَ، الَّلهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا. أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.



الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

عباد الله! عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ حَقَّ الِاسْتِعْدَادِ، وَأَنْ نَصْحَى مِنْ هَذِهِ الْغَفْلَةِ وَنَفِيقُ مِنْ هَذِهِ الْغَفْوَةِ، وَقَدْ نَبَّهَنَا اللهُ بِقَوْلِهِ: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1]، فَالْآيَاتُ فِيهَا النَّذْرُ وَالْحَسْرَةُ مِنَ الظَّالِمِ عِنْدَ اقْتِرَابِ الْمَوْتِ وَرُؤْيَةِ الْعَذَابِ تَتَابَعَتْ فِي الْقُرْآنِ، كَمَا قَالَ - تَعَالَى -: ﴿ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 44]، فَيَا لَهُ مِنْ مَرْأًى وَمَنْظَرٍ فَظِيعٍ وَصَعْبٍ شَنِيعٍ، بِظُهُورِ النَّدَمِ الْعَظِيمِ، وَالْحُزْنِ الَّذِي لَا يُضَاهِيهِ حُزْنٌ عَلَى مَا سَلَفَ، يَا لِعِظَمِ تَعْبِيرِ الْقُرْآنِ: ﴿ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾، أَيْ: هَلْ لَنَا مِنْ طَرِيقِ أَوْ حِيلَةٍ حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا لِنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ طَلَبٌ مُحَالٌ أَنْ يَتَحَقَّقَ أَجَارَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ ذَلِكَ.



فَأَدِمْ - أَيُّهَا الْمُسْلِمُ - التَّفَكُّرَ فِي الْمَوْتِ، وَاجْعَلْ تَحْتَ نَاظِرَيْكَ النَّارَ، وَسَتَرَاهَا عَيَانًا يَنْخَلِعُ مِنْهَا الْقَلْبُ؛ فَأَنْتَ - أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ - موقنٌ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتَعَلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ لَا مِرْيَةَ فِيهِ، فَتَيَقَّظْ قَبْلَ أَنْ يُفَاجِئَكَ هَوْلُ الْمَوْتِ وَسَكْرَتُهُ، وَيَحُلُّ بِكَ أَلَمُ الْفَوْتِ وَحَسْرَتُهُ، وَتُوضَعُ فِي حُفْرَةٍ، إِمَّا أن تكون مُنِيرَةً أَوْ مُظْلِمَةً، إِنَّ هُنَاكَ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يُحِبُّ ذِكْرَ الْمَوْتِ وَلَا ذِكْرَ الْقُبُورِ، وَذَاكَ وَرَبِّي مِنْ تَلْبِيسِ إِبْلِيسَ، حَتَّى يَعِيشَ فِي غَفْلَةٍ؛ لِذَا: يَقُول الرَّسُول - صَلَّى اللهُ عَلَيْه - فِي الحَدِيث الصَّحِيح: «فَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ»؛ فَلَا يَعْبَثَنَّ بِكَ الشَّيْطَانُ، فَالْقَبْرُ لَا بُدَّ أَنْ تَأْتِيَهُ شِئْتَ أَمْ أَبِيْتَ؛ فَلَا تَخْدَعْ نَفْسَكَ، وَلَا تَغُضَّ الطَّرْفَ عَنْ حَقِيقَةِ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ مَاثِلَةً أَمَامَ عَيْنَيْكَ.



أَحْسَنَ اللهُ خَاتِمَتَنَا.
 


في الحياة.. والموت
الموتة الصغرى (النوم)
هو الموت ( خطبة )
لحظات قبل الموت
ذكر الموت
الموت (خطبة)
آيات عن الموت
رحلة الموت كيف نفهمها؟
حكم قول {ياأيتها النفس المطمئنة} عند موت شخص
المعتصم بن صمادح على فراش الموت
ما يفعله من كان عند المحتضر


أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
خطبة وعظية من خطب مأثورة(مقالة - آفاق الشريعة)
خطب الاستسقاء (10): من حكم حبس القطر (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
الكسوف: أحكام وعبر وآيات مع ذكر الرواية الكاملة لصلاة وخطبة الكسوف (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
بعد خطبة 3 سنوات يريد فسخ الخطبة(استشارة - الاستشارات)
طالوت وجالوت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
الخطب المحفلية (خطب المحافل)(مقالة - آفاق الشريعة)
أنواع الخطب(مقالة - آفاق الشريعة)
الخطبة واختيار الزوجة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة